Redha BOURABA, étudiant en 1 CPI, a publié un poème dans le recueil ملحمة النجوى الدامية . édité par la maison d’édition Dar Al Amir
Source : Mme Naamani
Service activités culturelles, scientifiques et sportives.
بسم الله الرحمن الرحيم
ملحمة النّجوى الدامية
ناجِ الدّمـاء و لا تمـتْ يـا خافقـي==فالأرضُ ملّـت مـن هـلاكٍ دافـقِ
و اصدعْ بنبضك لا تهبْ صخب الرّدى==فالصّمـتُ ليـس بملجـئ للنّاطـقِ
هذي كلـومٌ فـي الظّـلام تكلّمـتْ==قالتْ : أما تنعى النّجـومُ مبارقـي ؟؟
هيّا أجبْهـا ، خضّـبِ الأوراقَ كـي==يجـدَ اليـراع هـداه بيـن مفارقـي
و ارسمْ لهـا قمـرا يضايـقُ ليلهـا==حتّـى تعـودَ إلـى السّريـر البـارق
ناج الدماء و أوفهـا حـقّ الشّجـى==و استـرضِ لوعتهـا بدمـعٍ صـادقِ
أ فلا ترى كيـف استحالـت معبـرا==للحزن من خلف الضّباب العالـقِ ؟؟
أفلا ترى فوق الّطريق ببابها
أثرا لعاصفة الأرقْ ؟
أثرا لخطوته التي ما أرست الآلام إلاّ
حينما لاح الجنونُ المنتقى
حين ادلهمّ الهمّ بالوغْر المريبِ
و حينَ خادعت الحياة صفاءها
إذْ هرّب الحبّ الوفاءَ لنهله من أهله
دون العدى
و تغرّبتْ مهج الضّياء عنِ المدى
أ فلا ترى رغمَ القيود و ظلّها
روح الصّدى
.
هيّا فؤادي ناجها
ناج الدّماء و وافها قبل الفلقْ
أ فلا ترى لضجيجها
أبراجَ مجد غائب ؟
ثكلته في الدّنيا و لكن لا يزالُ نداؤها
ينسى الدّجى ببروجها
.
و الشّرّ يهزأ بالمنى
يزجي الخراب لمرجها الخضر البريءْ
و تضاحكُ النّيرانُ بين زهوره أحقادها
إذْ قهقهتْ بدويّها الوقحِ الدّنيءْ
فتناستِ القسماتُ تلك البسمة الغنّاء تحت وجومها
.
هيّا فؤادي ناجها
ناج الدّماء و حيث وجّهتَ الكلامَ فسوف تلقاها موجّهةً لهُ
حتّى كأنّ الأفْقَ مرآةٌ بها مثوى الشّفقْ
هيّا فؤادي ناجها
…
فأجابني قلبي و قالَ مغاضبا :
أناْ لستُ عينا كي أحرّضَ أدمعا==أناْ ثورةٌ تهدي المعامـعَ مدفعـا
إمّا أقود إلـى المهابـة رايتي==أو أستقلّ إلى المقابـر شرجعـا
ما كنتُ ميْتا إنّما اخترتُ اللّظى==أنطقتهُ بعد السّكـوتِ ليسمعـا
ما كنتُ أعمى إنّما اختارَ العمى==من ظنّني عن ناظـري متمنّعـا
أناْ غاضبٌ و شهادتـي أنّـي دمٌ==مثل "الدّماءِ" و عزّتي لن تجزعـا
و لوِ امتطى غضبي وطيسا صادقا==و نفى النّوى لرَدَدْتُ ردّا أنجعـا
…
فضمَمْتهُ
صدّقتهُ
هدّأتهُ
و طفقت أُسْكِنُ ثورتي متنهّدا متوجّعا
ثمّ اتّجهنا للرّؤى
نمشي معا
نهدي الأماني خطْوَنا
نرنو إلى النّصر المعلّق في السّنا
و حسامنا آمالنا
و سراجنا دعواتنا
علّ الرّؤى تُجْدي غدا في المفتَرَقْ
…
و تقدّم الجرحُ المضرّج بالأسى
من حوله جيش الدّماء يسوقه
يدميه بالنّجوى الجريحة قائلا
و مخاطبا كلّ الورى
و لسانه فيضُ القلقْ :
لا شيء في العبرات يعبرُ وجدَهـا==صوبَ العداوة كي يجابهَ جندَهـا
و العزمُ زعـمٌ يستظـلّ بوهمـهِ==إذْ أنّهُ رغم "اللّظى" مـا صدَّهـا
و الرّعبُ منّـي مُرعـبٌ لكنّـه==أحنـى نفوسـا للهوان فهدّهـا
سئِمَتْ صفوفي قولَ "أفٍّ منهـمُ"==و طلائعي سقتِ التّواطـؤَ ردَّهـا
"أناْ لا أحدّقُ في الحروفِ و لا أرى==إلاّ هـراءً لا يضاهـي وعدَهـا
فمتى الجدالُ مع الصّراحة ؟ بل متى==تحيى الحياةُ فتصطفيها بعدَهـا ؟؟
…
آهِ على تلك الدّماء و جرحِها
آهٍ لقدْ ألقت همومي فوقَ أمواج السّهادِ
و ما لبثتُ أنِ استمعتُ لبوحِها
حتّى اقتنعتُ بأنّها سننُ الأزلْ
و إلى أجلْ..!
فلجأتُ للصّمتِ انتظارا لانتصارٍ
و اصطخابي في صميمي ما أفلْ
.
و النّار لا تخشى فتيلا تائها وسط الدّياجير العقيمةِ إنّما
تخشى و تخضعُ للقناديلِ الأبيّةِ في منابع صبحْها
حيثُ الهدى يمتدّ من مهد الضّحى
…
سبحان من جعل الوجود قصيدة
في متنها تتصارع الكلماتُ
بين "الحزن" و "الغضب المزَلْزَلِ" و "الأملْ"
.
و "النّصر" لن يسِمَ الصّراع بنصلِهِ==إلاّ إذا شـاء الإلــه بعـدلـِهِ
بقلم.. رضا بورابعة// ديسمبر2008-جانفي2009